http://1.bp.blogspot.com/-NX2drNKCdYQ/VOD1MXKcmgI/AAAAAAAAAS0/QjGS2GlXNEA/s1600/Fotor0215203239.jpg

  • جديد المجلة

    الثلاثاء، 17 فبراير 2015

    محمــــود درويــــــش كلماته أقوى من الرصاص هزمت اعلام اسرائيل



    أطفأ شمعة ميلاده السابعة و السّتون قبل أن يُطفئ بعدها بخمسة أشهرٍ شمعة حياته ،من ظلّ يرتقي بنفسه و إيّانا في مملكة الورقة و القلم من قمّةٍ عالية إلى قممٍ أعلى ،من لا يفقه سبيلاً للسّأم و الفشل ،قيلَ عنه أنّه متنبّي عصرنا الحديث ،و سلِمتْ الألسن التي تفوّهتْ بذلك ،له في جلّ ميادين الحياة بصمة ،يُعبّرُ عن ما يراه و ما يعيشه بأحرُفٍ زاهية ،و إذ بها وُجِدتْ لتُخطّط فحسب بأنامله و على أسطره الذّهبية ،و تُجمع برسمٍ من احترافه كأنها نوتاتٌ موسيقية تتأهّبُ لتشكيل نغمةٍ يحرصُ دائماً على أنْ يكون عنوانها "الأمل ".
    درويش ..طفولةٌ تناست ألعابها و احترفتْ الشعر دفاعاً عن أمتها
    شاعرٌ نقش مكانته في الذاكرة العربية و الإنسانية ،يُلهم العزائم و يشحذ الإرادات ،إنّه المغروم بالأشياء الناعمة و المعيشة الراقية ،فارس الكلمات المتراقصة على صفحات العشق و الأمل ،الشاعر الكبير محمود درويش ،ذاك الإنسان ذو الحضور المتميّز المفعم بالأحاسيس التي تجسّدتْ في أشعارٍ و خواطر اتّخذ منها أدوية يُعالج بها أسقام و هموم بلاده ،وُلد في 13 مارس من ربيع 1941 في قرية البروة ،و هي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا ،أين عاش حياته الطفولية ،يجول بكلماته العذبة بين الورود وسط حدائق قريته الصغيرة ،مُدافعاً بها منذ الوهلة الأولى عن قضية بلاده القاطنة في أعماق حياته .خرج و أسرته برُفقة اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان و عمره ستُّ سنوات ،ثم كانت عودتهم خِفيةً العام 1949 بِعيدِ اتمام اتفاقيات السلام المؤقتة ،ليصطدم بجدارٍ من خيبة الأمل و يجد قريته الأم التي تربّى في أحضانها قد تهدّمتْ و الموشاف -قرية زراعية إسرائيلية –قد طالتْ أراضيها .
    بدأ صاحب الأنامل الذهبية بكتابة الشعر مبكراً أين كان في المرحلة الابتدائية ،و قد لاقى استحساناً و تشجيعاً من بعض معلّميه ،و في عام 1958 كان لهذا الشاعر الأصيل أوّل فرصة لإلقاء قصيدة له يوم الاستقلال العاشر لإسرائيل و هي بعنوان "أخي العبري "،جاءت هذه الأخيرة مقارِنة بين ظروف حياة الأطفال العرب مقابل اليهود ،استُدعي على إثرها إلى مكتب الحاكم العسكري الذي قام بتوبيخه و هدده بفصل أبيه من العمل في المحجر إذا استمرّ بتأليف أشعار شبيهة ،غير أنّ العزيمة تحطّم الحواجز ،إذ أنّ درويش استمرّ بكتابة الشعر و نشر ديوانه الأول في التاسعة عشرة من عمره و ألبسه عنوان "عصافير بلا أجنحة "،و في المجمل كان له ما يزيد عن ثلاثين ديواناً تراوحت بين شعرٍ و نثر ،و التي برع في نظمها و إلقائها و جَعَلها في القمة تتربع على عرش الأحاسيس في قلوب عاشقيه على غرار "أوراق الزيتون ـ عاشق من فلسطين ـ آخر الليل ـ مطرٌ ناعم في خريف بعيد ـ يوميات الحزن العادي ـ يوميات جرح فلسطيني ـ مديح الظلّ العالي ـ حصار لمدائح البحر ـ ذاكرة للنسيان ـ أثر الفراشة ـريتا  -حبيبتي تنهض من نومها –لا تعتذر عما فعلت –شيء عن الوطن –لماذا تركت الحصان وحيداً –بطاقة هوية"،كما ترك نصُّهُ "في حضرة الغياب "صدىً كبيراً وسط العالم العربي خاصة ،و قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تمّ إعلانها في الجزائر .
    ترابُطٌ بين السياسي و الفني في شعريّته
    درويش لم يطله الحزن القاتل ،و لم يعرف الرجوع إلى الوراء ،بل انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي و عمل في صحافة الحزب فور اتمام تعليمه الثانوي في مدرسة يني ،ضف إلى هذا اشتراكه في تحرير جريدة الفجر .كان ناشطاً سياسياً بلسانٍ حادّ و بتصريحاتٍ قوية ،الأمر الذي أدّى إلى اعتقاله من طرف السلطات الإسرائيلية في عديد المناسبات و أوّلها العام 1961 امتداداً حتى العام 1972 ،أين كانتْ وِجهته الإتحاد السوفياتي بغية الدراسة ،و من ثمّ الانتقال إلى القاهرة حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ،و كانت له الفرصة للعمل في مؤسسات النشر و الدراسات التابعة لها بلبنان ،كما أسس مجلة الكرمل الثقافية ،و تولى منصب رئيس رابطة الكتاب و الصحفيين الفلسطينيين ،كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه بعد سجالٍ و جدال لزيارة والدته التي شدّه الحنين إليها و للوطن.
    ككلّ مُبدعٍ ،حصد درويش ثمار إبداعه حيث نال على عدّة جوائز و تكريمات ،منها جائزة لوتس عام 1969 ،و كذا درع الثورة الفلسطينية و لوحة أوربا للشعر عام 1981 ،جائزتي ابن سينا و لينين في الإتحاد السوفياتي عامي 1982 و 1983 على التوالي ،تحصّل أيضاً على جائزة الأمير كلاوس الهولندية سنة 2004 و جائزة القاهرة للشعر العربي سنة 2007 ،هذا و أعلنت سنة 2008 وزارة الاتصالات الفلسطينية عن إصدارها طابع بريدي يحمل صورة محمود درويش .لجمالياتِ أشعاره كان لبعض الفنانين نصيبٌ منها ،فقاموا بمزج كلماتها مع الموسيقى العذبة و تغنّوا بها كمارسيل خليفة ،أحمد قعبور ،ماجدة الرومي ،أصالة نصري ،و آخرها قصيدة "كردستان "التي تولّتْ المطربة اللبنانية "نسرين حميدان "أداءها بتلحين الموسيقار الكردي "هلكوت زاهر ".
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: محمــــود درويــــــش كلماته أقوى من الرصاص هزمت اعلام اسرائيل Rating: 5 Reviewed By: الأدمن : طارق عقون ← تابعني على فيسبوك
    Scroll to Top