http://1.bp.blogspot.com/-NX2drNKCdYQ/VOD1MXKcmgI/AAAAAAAAAS0/QjGS2GlXNEA/s1600/Fotor0215203239.jpg

  • جديد المجلة

    الثلاثاء، 17 فبراير 2015

    نساء يتفاخرن بسياقتهن و يؤرقن الرجال!



    من أجل تحقيق استقلاليتها وحريتها، أخذت المرأة العزم على منافسة الرجل في مختلف مجالاته المحظورة، بحثا عن محاولة اثبات وجودها و قدرتها على دخول معترك كان بالأمس خاصا بالرجل فقط ،فاقتحمت وعن جدارة عالم السياقة المثير الذي يعج بالمخاطر .. الأمر الذي لم يستسغه الرجل وعمل على انتزاع المقود منها بمضايقتها..
    سياقة النساء في مضمار الرجال
    هروبا من التقوقع والإنطواء، تحاول المرأة اليوم الإنفتاح على العالم الخارجي لمجاراة أخيها الرجل والوقوف أمامه ندا للند، حيث نجدها الآن سائقة..فما كان رد فعل شريكها حيال ذلك ؟
    هذا كان إشكال طرحناه على عينة من النساء، بينما كنا نجوب مختلف أحياء العاصمة فكانت لنا دردشة مع نساء سائقات وأخريات مارات وذلك لمعرفة وجهات نظرهن حول شعورهن لمجاراة الرجل في السياقة ومدى تقبله لذلك، فكانت الإجابات مختلفة..
    تقول أسماء 26 سنة وهي سائقة سيارة التقيناها بحي بلكور بالعاصمة "سياقة المرأة أصبحت حتمية وذلك لمعايشة التطور الذي وصلنا إليه و أنا صراحة أشعر بالفخر عندما أسوق أمام الرجل، وهو لم ولن يتقبل فكرة أن المرأة تسوق، وأحيانا أسمع كلاما من هنا وهناك، كما أنني أقود نكاية في الرجل" ، وتقول سيدة في العقد الرابع "الرجال هم الذين يقومون بمضايقة النساء ولا يتقبلون سياقتهن، وذلك لأنهم يرغبون في رؤية أنفسهم وحدهم في الطريق، والمرأة تقود أفضل منهم، و سبب حوادث المرور هو تهور الرجال"، وتقول عجوز في السبعين "في البداية لم أستوعب فكرة سياقة ابنتي، لكن مع الوقت تقبلت الأمر وأنا لا أحبذ الركوب معها عند السفر إلى أماكن بعيدة والسياقة بالنسبة للمرأة يجب أن تكون للضرورة القصوى فقط.." و تقول سامية 30 سنة التقيناها عالقة في ازدحام كبير "بالرويسو": "أنا أقود بمهارة وأحسن من الرجل و أحترام قوانين المرور، والرجل هو من يقوم بحركات منافية لقوانين و آداب السياقة، ما ترتب عنه حوادث مميتة".
    مجتمع ذكوري يرفض سياقة حواء..
    رغم الإنفتاح الذي تعيشه الجزائر اليوم، إلا أن مجتمعنا مازال يتخبط في مخلفات بعض العادات والتقاليد التي تضع المرأة أحيانا أمام أبواب مغلقة، كلما فكرت في اقتحام عالم يرى الرجل أنه خاص به فقط، فالمرأة عنده ببساطة مكانها في البيت، وهذا كان رأي معظم الرجال الذين استفسرنا منهم عن رأيهم في سياقة المرأة..
    يقول  عمي أحمد :" المرأة مكانها في المنزل، مسؤولة عن تربية الأطفال ولا علاقة لها بالسياقة، فالخوف يتملكها، فهي عندما تمشي على قدميها ترتعد، فما بالك عندما تسوق، ففي إحدى المرات من شدة الخوف كادت امرأة تدهسني، و هي لا تستطيع القيادة في الليل ولا في المسافات البعيدة خوفا من تعرضها للسطو والسرقة بالإضافة إلى عدم اطلاعها على الميكانيك فإن أصاب سيارتها عطل فأكيد أنهالا تقوى على إصلاحه"، أما محمد سائق مركبة بضائع 45 سنة فيقول:" أنا ضد سياقة المرأة، فرغم خبرة 15 سنة سياقه إلا انني  لم أر امرأة تتقن القيادة، فالرجل للمهمات الصعبة والمرأة لا تتحمل ذلك وفكرة امرأة تسوق تستفزني فهي مهملة بطبعها، فمرة رأيت إحداهن تقود السيارة و في نفس الوقت تضع أحمر الشفاه على فمها، و هي الأكثر استعمالا للهاتف النقال، كما أنها تقود السيارة بكعب عال.. هذا كله يعرضها لحوادث مرور يذهب ضحيتها رجالا و أطفالا و هي أيضا تذهب ضحية نفسها "، كما يرى أمين 29 سنة أن المرأة لها عدة مسؤوليات فنصف عقلها في المقود أما النصف الآخر ففي البيت، فهي لا تستطيع التركيز على السياقة، كما أن المرأة الحامل من جراء استعمالها لحزام الأمن قد تؤذي جنينها، بالإضافة الى أنها ضعيفة البنية مقارنة بالرجل ،فلا تستطيع التحكم في المقود .
     في شق آخر يساند بعض الرجال قيادة المرأة، فيرون أنها تسوق أحسن من الرجل في بعض الأحيان إن لم نقل في الكثير من الأحيان، و أن قيادتها صارت أمرا عاديا بالنسبة إليهم، يقول دحمان 34 سنة "زوجتي تقود وأنا لست ضد الفكرة، فحين مرضت في الليل هي من أقلتني إلى المستشفى، بيد أنني لا أحبذ سياقتها في المسافات البعيدة "..
    إقبال متزايد للجنس اللطيف على رخصة السياقة
    سجلت مدارس تعليم السياقة  إقبالا متزايدا للنساء من مختلف الأعمار،  فيقول "إلياس" وهو صاحب مدرسة تعليم السياقة في الرويبة "تتوافد النساء على مدرستنا بمختلف الأعمار  و  بأعداد كبيرة وذلك بنسبة تقارب ال70 من المئة في حين يقابلها 30 من المئة للرجال ، وقد لاحظنا أن النساء بطيئات في التعلم بالإضافة الى الخوف الذي يربكهن دائما ، خاصة المتقدمات في السن"، في حين يرى "محمد" أنه رغم خوفهن إلا أنهن يقبلن بأعداد كبيرة على رخصة السياقة ، و يقول"عمي اسماعيل" أن النساء يقبلن بكثرة على مدارس السياقة و أنهن يتفوقن في استيعاب قانون المرور على الرجال، في حين أنهن يجدن صعوبات جمة في تعلم القيادة بسبب عامل الخوف لديهن.
    سلوكات اجتماعية تحدث صراعا بين الرجل و المرأة ..
    هذا التنافس و التحدي بين الجنسين في مسألة سياقة المرأة حتم علينا التقرب من السيد "موسى كاف " وهو أستاذ في علم الإجتماع بجامعة تيزي وزو الذي قال :"تكامل الأدوار بين الرجل و المرأة يخضع لطبيعة المجتمع الجزائري.
    فالمرأة أصبحت في كل مرحلة تطالب بالحقوق و ضرورة المساواة مع الرجل و محاولة التخلص من كافة القيود خاصة ما تعلق بالعادات و التقاليد و اثبات الذات حول قدرتها بالتكفل بكافة مستلزمات الحياة و حتى في سياقة السيارة ،و ذلك في اطار سعيها لتحقيق المساواة مع الرجل في حين أن هذا الأخير وجد صعوبة في تقبل سياقة المرأة و ذلك بسبب نظرته لهذا الأمرانه اهانة له و ذلك نظرا للثقافة السائدة في المجتمع الجزائري المبنية على أساس أن الرجل هو صاحب القرار الأول و الأخير وأن السياقة قد تؤثر بشكل مباشر على أدوار المرأة  المنوطة بها، ما قد يولد صراعا بينهما".
    فاروق زموري: "لا حرج في سياقة المرأة إن هي التزمت "
    و لمعرفة رأي الدين في الموضوع سألنا السيد "فاروق زموري" و هو امام في مسجد سطاوالي فيقول "الإسلام جاء ليحقق مصالح العباد و ذلك بتسخير آلاف الحيوانات من خيول و بغال في قوله تعالى "الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها و منها تأكلون"...سورة غافر الآية 79 ، بالإضافة الى مختلف الآلات و السفن التي تساعد الناس في التنقل وذلك  في قوله تعالى في الآية22  من سورة المؤمنون "..و عليها وعلى الفلك تحملون " فذكر الله الدواب ووسائل المواصلات على أنها  مسخرة للإنسان ،فهي نعم الله تفضل الله عليهم جميعا ذكراهم و أنثاهم دون تفضيل أحد على آخر ،فالخصوصية يجب أن تكون في السفر و ليس في الركوب ،و تجريم السياقة مخالف للأصل في قوله صلى الله عليه و سلم " انما الأعمال بالنيات" فان كانت نية المرأة المشاكسة و تبيين المكانة الإجتماعية و الإختلاط و ارتياد أماكن مشبوهة فهذا حرام، و السيارة هي وسيلة لقضاء المصالح مع الإلتزام في حين أنه ان غاب ذلك فهذا حرام حتى على الرجال ان قام مثلا بارتداء تبان قصير و
    التوجه للشاطئ و غايته معاكسة الفتيات.
    و هذا التنافس الميداني بين الرجل و المرأة يجب أن يكون في عمل الصالحات و تقوى الله اما الذين يلتفتون الى التباهي أو ما الى ذلك فهم ناقصي نظر".
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: نساء يتفاخرن بسياقتهن و يؤرقن الرجال! Rating: 5 Reviewed By: الأدمن : طارق عقون ← تابعني على فيسبوك
    Scroll to Top